کد مطلب:195906 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:177

الأطباء فی عصر الامام
لیس القصد من تخصیص هذا العصر بالبحث والعنایة لكونه عصر إنقراض دولة وتأسیس أخری فحسب، ولا لأنه ملیء بالحوادث التاریخیة والوقائع الحربیة والتغییرات السیاسیة الزمنیة. بل لأنه عصر النهضة العلمیة فی الجزیرة وربوع الرافدین بالخصوص، وإبتداء عهد الحضارة الاسلامیة، والمعارف والعلوم العربیة من طب وفلسفة وأدب وغیرها من الفنون التی أخذت منها أرقی ما وصل إلیه الأولون من الأمم المتمدنة، ثم قدمته بعد التنقیح العلمی وبعد الصقل العقلی، لقمة سائغة مریة إلی الأجیال المتأخرة بقوالبها العربیة الجذابة وبیانها الفصیح الخالی من شوائب النقص والتعسف، والمشتمل علی تلك الآراء الجبارة المطابقة للعقل والوجدان والدین والفطرة، فقد صادفت بذرة العلوم یومذاك من مفكری العرب وفلاسفة الاسلام أطیب أرض صالحة أثمرت للأجیال المتعاقبة أشهی الثمر وأمراه فهو والحق یقال، كان كحلقة وصل بین الثقافتین القدیمة والحدیثة، وواسطة العقد بین العقلیة البشریة لدی الأمم السالفة وهذا العصر الحدیث.

إذن فلا غرو إذا ما خصص هذا العصر بالبحث، وأعطی من الأهمیة والعنایة ما هو جدیر بهما، سیما وقد بذر الامام أبو عبدالله علیه السلام فی نفوس أصحابه وتلامیذه والوافدین علیه من العلماء والحكماء والمفكرین، تلك البذرة التی لم یدرك مغزاها ولم یصل إلی معرفتها إلا جهابذة هذا العصر الحدیث بعد تقدم الطب والتجارب العلمیة مدة قرون وقرون. وإلیك تراجم أولئك الأطباء:



[ صفحه 90]